للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى فيهم: {الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا}، وبالمشركين الذين قال فيهم: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية} قال العلماء: (المكاء): الصفير، و (التصدية): التصفيق.

ولذلك اشتد إنكار العلماء عليهم قديماً وحديثاً، فقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:

«تركت بالعراق شيئاً يقال له: (التغبير)، أحدثته الزنادقة، يصدون الناس عن القرآن».

وسئل عنه أحمد؟ فقال: «بدعة»، (وفي رواية: فكرهه ونهى عن استماعه) وقال: [إذا رأيت إنساناً منهم في طريق فخذ في طريق أخرى].

و(التغبير): شعر يزهد في الدنيا، يغني به مغن، فيضرب بعض الحاضرين بقضيب على نطع أو مخدة على توقيع غنائه، كما قال ابن القيم وغيره.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «المجموع» (١١/ ٥٧٠):

«وما ذكره الشافعي-رضي الله عنه- من أنه من إحداث الزنادقة-[فهو] كلام إمام خبير بأصول الإسلام، فإن هذا السماع لم يرغب فيه ويدعو إليه في الأصل إلا من هو متهم بالزندقة، كابن الراوندي، والفارابي، وابن سينا، وأمثالهم، كما ذكر أبو عبد الرحمن السلمي في «مسألة السماع» عن ابن الراوندي قال:

«اختلف الفقهاء في السماع، فأباحه قوم، وكرهه قوم، فأنا أوجبه-أو قال: آمر به»! فخالف إجماع العلماء في الأمر به.

والفارابي كان بارعاً في الغناء الذي يسمونه (الموسيقى)، وله فيه طريقة عند أهل صناعة الغناء، وحكايته مع ابن حمدان مشهورة؛ لما ضرب فأبكاهم، ثم أضحكهم، ثم نومهم! ثم خرج! ».

<<  <  ج: ص:  >  >>