للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو لم يكن فيه من المفاسد إلا ثقل استماع القرآن على قلوب أهله، واستطالته إذا قرئ بين يدي سماعهم، ومرورهم على آياته صماً وعمياً، لم يحصل لهم من ذوق ولا وجد ولا حلاوة، بل ولا يصغي أكثر الحاضرين أو كثير منهم إليه، ولا يقومون معانيه، ولا يغضون أصواتهم عند تلاوته ...

تلي الكتاب فاطرقوا لا خيفةً ... لكنه إطراق ساهٍ لاهي

وإلى الغناء فكالذباب تراقصوا ... والله ما رقصوا لأجل الله

دف ومزمار ونغمة شادنٍ ... فمتى رأيت عبادة بملاهي

ثقل الكتاب عليهم لما رأوا ... تقييده بأوامر ونواهي

والرقص خف عليهم بعد الغنا ... يا باطلاً قد لاق بالأشباه

يا أمة ما خان دين محمد ... وجنى عليه ومله إلا هي

وبالجملة فمفاسد هذا السماع في القلوب والنفوس والأديان أكثر من أن يحيط به العد».

ومنهم المفسر المحقق الآلوسي، فقال بعد أن أطال النفس جداً في تفسير آية {لهو الحديث} والآثار وأقوال المفسرين فيها، وفي دلالتها على تحريم الغناء، ومذاهب الفقهاء فيه (١١/ ٧٢ - ٧٣):

«وأنا أقول قد عمت البلوى بالغناء والسماع في سائر البلاد والبقاع، ولا يتحاشى من ذلك المساجد وغيرها، بل قد عين مغنون يغنون على المنائر في أوقات مخصوصة شريفة بأشعار مشتملة على وصف الخمر والحانات وسائر ما يعد من المحظورات، ومع ذلك فقد وظف لهم من غلة الوقف، ما وظف، ويسمونهم (المجدين)! ويعدون خلو المساجد من ذلك من قلة الاكتراث بالدين، وأشنع من ذلك ما يفعله أبالسة المتصوفة ومردتهم، ثم إنهم-قبحهم الله تعالى- إذا اعترض عليهم بما اشتمل عليه نشيدهم من الباطل يقولون:

<<  <  ج: ص:  >  >>