نعني بـ (الخمر): المحبة الإلهية، أو بـ (السكر): غلبتها، أو بـ (مية) و (ليلى) و (سعدى) مثلاً: المحبوب الأعظم وهو الله عز وجل! وفي ذلك من سوء الأدب ما فيه، {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه} ... ».
ثم نقل عن بعض الأجلة (ص ٧٥) أنه قال:
«ومن السماع المحرم سماع متصوفة زماننا؛ وإن خلا عن رقص، فإن مفاسده أكثر من أن تحصى، وكثير مما ينشدون من الأشعار من أشنع ما يتلى، ومع هذا يعتقدونه قربة، ويزعمون أن أكثرهم رغبة فيه أشدهم رغبة أو رهبة، قاتلهم الله أنى يؤفكون».
وكان قبل ذلك نقل (ص ٧٣) عن العز بن عبد السلام الإنكار الشديد لسماعهم ورقصهم وتصفيقهم، ثم تحدث عن وجدهم وأقوال العلماء فيه، وهل يؤاخذون عليه؟ ! وأنكره هو عليهم لأنه لم يكن في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ثم عاد إلى التعرض لما يسمونه بـ (التمجيد) على المنائر، وأنكره.
ثم ذكر الأحاديث في تحريم المعازف، ومنها حديث البخاري، ثم ذكر حكم القعود في مجلس فيه شيء منها، وأقوال العماء في ذلك. ثم قال (ص ٧٩):
«ثم إنك إن ابتليت بشيء من ذلك فإياك ثم إياك أن تعتقد أن فعله أو استماعه قربة كما يعتقد ذلك من لا خلاق له من المتصوفة، فلو كان الأمر كما زعموا لما أهمل الأنبياء أن يفعلوه ويأمروا أتباعهم به، ولم ينقل ذلك عن أحد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولا أشار إليه كتاب من الكتب المنزلة من السماء، وقد قال الله تعالى:{اليوم أكملت لكم دينكم}، ولو كان استعمال الملاهي المطربات أو استماعها، من الدين، ومما يقرب إلى حضرة رب العالمين لبينه - صلى الله عليه وسلم - وأوضحه كمال الإيضاح لأمته، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «والذي