أو صفة الغيبة كما قال عليه الصلاة:«الغيبة ذكرك أخاك بما يكره»، قالوا: يا رسول الله، أرأيت إن كان فيه ما قلت؟ قال:«إن قلت ما فيه فقد أغتبته، وإن قلت ما ليس فيه فقد بهته»، البهتان بلا شك جرم عظيم، هذه الغيبة: وهي أن تذكر أخاك بما يكره حرام، إلا في هذه الخصال الست وهي قال:
متظلم: رجل مظلوم، فهو يذكر ظالمه بظلامته، كما سبق في الحديث السابق، كيف شكاه للنبي، فواضح أن ذهابه إلى الرسول وقوله: فلان ظلمني، هذه غيبة، وصفه بما فيه، هذه غيبة، لكن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ما نهره، ولا نهاه، وما قال له: هذه غيبة؛ لأنه هذه ليست من الغيبة المحرمة؛ لأن مقصود الرجل كان أن ذكر ذلك ليصل إلى رفع الظلم عنه، وهذا أيضاً يؤيده القرآن الكريم:{لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}[النساء: ١٤٨].
هذا القسم الأول ممن يحل استغابته، وهو المظلوم، يستغيب ظالمه، وعلى هذا أيضاً جاء قوله عليه السلام:«مطل الغني ظلم»، فرجل له عند آخر ظلماً دين، مال، أقرضه إياه لوجه الله، إنه يماطل المحسن إليه، وهو قادر على الوفاء فلا يفعل، فهو ظالم فيجوز استغابته، وقد جاء الحديث صريحاً في جنسه، ألا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «ليُّ الواجد يحل عرضه وعقوبته»، يحل عرضه: يعني الطعن فيه، بأن يقول: فلان ظالم، فلان أكل حقي، فلا يتبادرنَّ إلى ذهن أحد أن المقصود بالعرض هنا: أن ينال من عرض أهله، حاشا، وإنما ينال من عرض هذا الظالم وفي حدود ظلمه إياه، «لي الواجد يحل عرضه وعقوبته»، هذا المتظلم، والثاني: ومعرف، هذه المسألة هامة جداً؛ لأن كثيراً من جهلهم يوجدون مشاكل تورعاً بارداً منهم، نعرف، يأتي إنسان إليك وأنت مسلم طيب، ما تحب أن تعصي الله ورسوله، يسألك: ما رأيك يا فلان؟ فلان أبو فلان تعرفه أنت جيداً، وهو يريد يشاركني، ماذا تنصحني؟ أشاركه أو لا؟ وهو