للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للذين يريدون أن يجاهدوا حقاً في سبيل الله من المسلمين سواء كانوا أفغانيين أو كانوا غيرهم من الأعاجم، أو كانوا عرباً، فالإسلام جمعهم، بل أنا أعتقد لو كان هناك وحدة تفكير أنه يجب على الإسلاميين وبخاصة منهم السلفيين في كل البلاد الإسلامية أن يتوجهوا بكليتهم إلى تلك البلاد ليجاهدوا مرتين، المرة الأولى يجاهدون الشيوعيين الذين لا يزال الروسيون يساعدونهم ويغذونهم، هذا هو الجهاد الأول، والجهاد الثاني لتصحيح بعض العقائد وبعض المفاهيم التي قد توجد في الشعب الأفغاني وليس فقط في هذا الرجل، لأن هؤلاء أعاجم.

فإذاً: الجهاد ينبغي أن يظل هناك مستمراً وقد سئلت مراراً وتكراراً، قيل لي: ألا تزال تعتقد أن الجهاد هناك فرض عيني كما كنت تقول من قبل مع وجود الفرقة والخلاف والنزاع بين القواد؟ قلت: بل هذا يزداد فرضية حتى يحصل أحد شيئين: الشيء الأول وهو المرجو أن يقضى على الحكم الشيوعي هناك، وترفع الراية الإسلامية لأول مرة في بلد إسلامية، أو لا سمح الله أن تكون الأخرى، وهي أن تضع الحرب أوزارها على انهزام المجاهدين بسبب اختلافهم بعضهم مع بعض، حينئذٍ يبقى حكم الجهاد في أفغانستان كحكم الجهاد في فلسطين، وأنتم تعلمون ما هو حكم الجهاد في فلسطين، لا تظنوا أن حكم الجهاد في فلسطين ساقط، هو قائم لكنه غير مستطاع، بينما كان في أفغانستان قائماً ومستطاعاً، فإذا كانت الأخرى لا سمح الله وضعت الحرب أوزارها، وعلى أساس من الرضى بهذا الواقع الأليم من التفرق، فحينئذٍ يصبح الواقع هناك كما الأمر هنا، نرجو ألا يكون الأمر كذلك.

(الهدى والنور / ٤٥٣/ ٣٨: ٢٦: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>