للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السؤال: ... الشبهة الثانية التي طرحها هؤلاء، بأنه معلوم التناحر والاختلاف والتدابر حتى التقاتل ما بين قادة المجاهدين فضلاً عن أفرادهم، يقولون: فكيف نقاتل مع قوم موعودين بالهزيمة والفشل، كما قال الله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: ٤٦]، فهل هذا يجوز؟

الشيخ: لا، هذا لا يجوز، ما هو الذي يجوز، التقاتل أم الجهاد معهم؟

السائل: الجهاد مع هؤلاء الموعودين بالفشل.

الشيخ: هذا في الواقع أقول أنا مع الأسف الشديد هذا يصدر من بعض إخواننا من طلاب العلم سواء كانوا منا وعلى منهجنا السلفي أو كانوا من مناهج أخرى، هذا يدلنا ويشرعنا بأنهم لا علم عندهم ولا فقه عندهم، نحن أول من يعتقد أن الخلاف هو سبب الفشل بدليل القرآن الصريح في هذا المجال، وبعض الحوادث الإسلامية التي وقعت في العهد الأول الأنور، كغزوة حنين، لكن هذا لا يعني أنه لا نجاح لهم ولا نصر لهم فيما إذا عادوا واتفقوا كما يريد الله أو بعبارة أصح: كما يحب الله منهم، ولذلك فنفض اليد عن هؤلاء المجاهدين بسبب أنهم وقعوا في مخالفة شرعية هذا ليس شرعاً، وبالتالي لازمه ليس مشروعاً وهو ما دام اختلفوا فنحن ما نجاهد معهم.

إذاً: ماذا يريد هؤلاء بسطاء التفكير، هل يريدون من هؤلاء المجاهدين الذين وقع منهم مثل هذا الاختلاف والتنازع أن يلقوا السلاح ويقدموا الأرض الأفغانية التي عجنت بالدماء لهؤلاء الشيوعيين؟ هكذا يريدون؟ هذا معنى كلامهم، وهذا لا يقوله إنسان فيه ذرة من عقل وفهم، ولذلك فأنا أقول العكس تماماً: يجب على المسلمين في كل بلاد الدنيا أن يزالوا مناصرين لهؤلاء بكل قوة باستطاعتهم أن يقدموها إليهم حتى يتحقق أحد الأمرين

<<  <  ج: ص:  >  >>