للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاجروا من بلاد الإسلام وأستغفر الله من قولي هاجروا والصواب أن أقول: المسلمين الذين سافروا من بلادهم الإسلامية إلى بلاد الكفر على هؤلاء من الواجب الآكد أن يعودوا أدراجهم إلى بلدهم المسلم؛ لأن من أسلم من الكفار عليهم أن يهاجروا إلى بلاد الإسلام فكيف لايهاجروا إلى بلاد الإسلام، المسلمون الذين سافروا من بلادهم إلى بلاد الكفر والضلال.

ولذلك من الانحرافات القائمة اليوم سفر كثير من المسلمين من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر نقول هذا كحكم شرعي أما قد يكون هناك أفراد مضطرون للسفر من البلد الإسلامي إلى بلد الكفر فهذا نحن لا ندندن حوله؛ لأن الضرورات تبيح المحضورات؛ ولأن الضرورات تقدر بقدرها وهي لها أحكام خاصة، إنما القاعدة أنه لا يجوز للمسلم أن يدع بلد الإسلام إلى بلاد الكفر إلا لضرورة قاهرة، فإذا كان هناك بلد أصيب المسلمين فيه من حكامهم فهؤلاء عليهم أمران اثنان، الأمر الأول: ما أشرت إليه آنفاً أن يهاجروا من ذلك البلد الذين يظلمون فيه من قبل حكامهم إلى بلاد إسلامية أخرى ولا يزال والحمد لله بعض هذه البلاد لا تزال فيها بقية من خير وهي خير بكثير من تلك البلاد التي يُكَلَّف المسلمون فيها بأن يكفروا بالله ورسوله ولو كفراً عملياً.

أما إذا قيل بأنهم لا يستطيعون الهجرة فأنا أقول هنا، ربّنا عز وجل يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: ١٦]، والحديث الصحيح يقول: «ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه»، فإذا لم يستطع المسلم الضعيف المضطهد لم يستطع أن يهاجر من بلده حينئذ نقول: عليك أن تتذرع بالصبر؛ لأن من تمام السورة السابقة الذكر وتواصوا بالحق وتواصوا

<<  <  ج: ص:  >  >>