للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد هذا الكلام الذي هو جواب للشطر الأول من سؤالك يأتي الآن الجواب عن الشطر الثاني من سؤالك الذي تقصده بقلبك وليس بلفظك، لأنه ليس المهم دخول الكفار هؤلاء كما دخل اليهود لأنه معروف مثل هذا الحكم أنه لا يجوز شرعاً، ولذلك قلت ابتداء: إن السؤال ليس المقصود هذا المعنى به، وإنما المقصود به ما حكم الاستعانة بهؤلاء الكفار الصليبيين، أليس كذلك؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: وعلى ذلك فنحن نقول غير مرتابين ولا شاكين بأن هذه الاستعانة لا عهد للتاريخ الإسلامي كله بمثلها إطلاقاً، وهو شر فتنة تصيب الأمة الإسلامية في كل تاريخها من حيث أن سبب هذا الدخول دخول الصليبيين إلى البلاد الإسلامية ليست هي الحرب القائمة بين الكفار والمسلمين، وإنما السبب هو استجلاب المسلمين لهؤلاء الكفار استنصاراً بهم على الفئة الباغية أو الطائفة الباغية.

ولا شك أن هذا علاج للداء بداء أشد، وهذا لا يصح إلا على مذهب واحد وهو مذهب أبي نواس:

وداوني بالتي كانت هي الداء.

وأنا في الواقع أتعجب كل التعجب مما يبلغنا وأرجو أن يكون هذا الذي يبلغنا أن لا يكون صحيحاً من حيث الواقع؛ لأن الفقه الإسلامي بنصوص كتابه وسنة نبيه والاستنباط الصحيح لا يمكن أن يتقبل ما نسمعه من تبرير أو تسويغ

<<  <  ج: ص:  >  >>