الأمس القريب كان يسمع تكفير بعض الشيوخ لصدام ولحزبه، وإلى الآن نسمع تمجيداً بصدام وبدولته لأنها وقفت ضد السعودية وضد الأمريكان.
فنحن نرى أنه لا ينبغي للأفراد المسلمين أن يغتروا بإعلان الجهاد سواء من العراق أو من غير العراق، لأننا نقول: هلا كان هذا قبل هذا، ونزيد على ذلك ونقول: ليس المسلم فقط الذي إذا كان يريد أن يجاهد حقاً فعليه أن يستعد الاستعداد الكامل ليجاهد في سبيل الله، بل أولى منه الدول التي هي التي بإمكانها أن تستعد الاستعداد المادي السلاحي أكثر من الأفراد، وذلك بلا شك يستلزم تجنيد المسلمين وتهيئتهم للجهاد في سبيل الله قبل سنين طويلة، وليس في ليلة لا قمر فيها ينادى بالجهاد في سبيل الله فيثور الناس بعواطفهم ويريدون أن يجاهدوا في سبيل الله، ولو أرادوا الجهاد في سبيل الله لأعدوا له عدته.
ولذلك فنحن نعتقد جازمين أن العصر الآن عصر فتن بين الدول الإسلامية بعضها مع بعض من جهة، وبين بعضها وبعض الدول الكافرة من جهة أخرى، فليس زمن جهاد، وإنما هو زمن فتن، وحينئذٍ يرد هنا ما جاء في أكثر من حديث واحد أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما تحدث عن بعض أشراط الساعة وذكر فيها أنه يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافراً .. إلخ الحديث، في بعضها يقول عليه السلام:(يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل) وفي بعضها: يأمر عليه الصلاة والسلام المسلمين أن يلزموا بيوتهم، وفي رواية عربية فصحى يقول: كونوا أحلاس بيوتكم.
لذلك نحن لا نرى اليوم أن ينضم مسلم لا إلى العراق ولا إلى من يعادي