للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العالمية والكافرة على العراق وقد مضى حديث في صحيح الإمام مسلم في باب من أشراط الساعة: «يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم دينار ولا قفيز، قلنا: من أين ذلك؟ قال: من العجم يمنعون ذلك .. » إلخ الحديث، هل هذه الحادثة هذه أما وقد اجتمعت كل الدول تقريباً في العالم على ألا يجبى إلى العراق شيء، هل تكون الحادثة والله أعلم هذه كما حسب اطلاعاتك الكثيرة على مثل هذا؟

الشيخ: لا، ليس للحديث علاقة بواقعنا، هذه قضية مضى زمنها من زمان كثير، هي لها علاقة بموضوع أن العراق ستفتح كما كانت قبل الإسلام كانت بيد الفرس كما تعلمون جميعاً، ففي هذا الحديث بشارة إلى أن العراق ستفتح وإلى أن الشام أيضاً ستفتح، ثم بسبب سيطرة الإسلام عليها سيجبى إليها الجزية من البلاد الكافرة المحيطة بها، ثم يمنع هذا الشيء من الوصول إلى العراق وإلى الشام بحالة من حالتين: إما أن البلاد التي كانت تدفع الجزية للدولة المسلمة التي سيطرت على الشام وعلى العراق تصبح مسلمة وحينذاك فلا جزية على المسلمين، شأنها شأن العراق والشام بعد أن أسلمت، وإما أن تستعصي هذه الدول الكافرة التي كانت تدفع الجزية عن يد وهم صاغرون بسبب ضعف يلم بالدولة الإسلامية، وهذا فعلاً وقع منذ قديم من الزمان، واستمر إلى هذا الزمان، فالبلاد الأوروبية قسم كبير منها كانت تدفع الجزية للخلافة العباسية والخلافة الأموية وغيرها، والتفاصيل في بطون كتب التاريخ، ولكن كلما تأخر الزمن وضعفت شوكة المسلمين كلما استأسد الكفار ومنعوا ما كانوا يدفعونه من قبل من الجزية للمسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>