وأعادها ثلاثاً، ثم قال قائل: وفي نجدنا يا رسول الله، قال: هناك الزلازل والفتن، وهناك يخرج قرن الشيطان. فنجد المذكورة في هذا الحديث يتوهم كثير من الناس أن المقصود بها هي البلاد النجدية السعودية، وهذا خطأ فاحش بالنسبة للروايات الحديثية التي تصرح بأن المقصود بها هي العراق، ذلك أنه يوجد هناك رواية أخرى في هذا الحديث الذي أوله: اللهم بارك لنا في شامنا .. قالوا: وفي عراقنا، رواية مفسرة للفظة الأولى وهي: وفي نجدنا. ذلك لأن نجداً في اللغة العربية هو كل مكان مرتفع بالنسبة للمكان المنخفض، فالعراق بالنسبة للمدينة هو نجد، يعني: مكان مرتفع، هذه الرواية الأولى التي لا تسمح لنا بأن نفسر قول السائل: وفي نجدنا بنجد المعروفة اليوم، وإنما النجد هنا هي العراق.
رواية أخرى في صحيح مسلم أن رجلاً سأل ابن عمر عن ذباب يقع على ثوبه، فهل يتنجس؟ فقال: يا معشر أهل العراق! ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول:«ألا إن الفتنة هاهنا، ألا إن الفتنة هاهنا ألا إن الفتنة هاهنا يومئ بيده إلى العراق» فالصحيح أن هذه الأحاديث هي تنصب على العراق، ولكن ذلك لا يصدق عليها أبد الدهر، يعني: دائماً وأبداً، وإنما إذا قامت فتنة هناك فلا شك أنها من عموم هذا الحديث، ويمكن والحالة هذه أن ندخل فتنة اعتداء العراق على الكويت هو أو هي من الفتن التي أشار إليها الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذه الأحاديث الصحيحة، وختاماً هذا يذكرني بما كنت ذكرته في بعض أجوبتي أنني أقول: إن جلب السعوديين والحق أحق أن يقال: جلب السعوديين أو الحكومة السعودية للصليبيين إلى بلادهم وباختيارهم هو