للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شر أكبر من اعتداء العراقيين على الكويت، هذا قلته أكثر من مرة، والآن أختم هذه الجلسة بهذه الكلمة، فأقول: إن جلب السعوديين أو الحكومة السعودية؛ لأني سأقول كلمة مضطراً إليها مع الأسف بياناً للحقيقة، كما أن حزب البعث العراقي لا يمثل الشعب العراقي كذلك الدولة السعودية لا تمثل الشعب السعودي بمن فيهم من أهل العلم والفضل والصلاح والتقوى، فسياسة الدول أو الحكومات العربية اليوم لا تلتقي مع رغبات الشعوب المسلمة، وخذ مثالاً لا يختلف فيه مشايخ السعودية اليوم: انتشار التماثيل والصور في الدوائر الحكومية التي هذا الانتشار الذي ينافي دعوة التوحيد، وينافي ما كان يقوله ولا يزال يقوله رجال التوحيد، فهذا كله يمثل أن الدولة في كل الشعوب الإسلامية لا تمثل شعوبها، وعلى ذلك فأنا أقول: إن استجلاب الحكومة السعودية للحكومات الصليبية مع أنه لم يصدر من الشعب السعودي وإنما صدر من الدولة السعودية فهو شر من استيلاء العراق على الكويت وأيضاً هذا الاستيلاء لم يكن من الشعب وإنما

من الدولة التي لا تمثل الشعب، انظروا الآن كيف: الشعوب في ناحية والدول في ناحية أخرى، لكن مع هذا أقول: مع أن جلب الصليبيين إلى البلاد السعودية شر من اعتداء حزب البعث على الكويت فهذا الاعتداء من ثماره ذلك الجلب، أي: اعتداء الحكومة العراقية على الكويت هي السبب في جلب هذه المصيبة الكبرى، وهي الاستعانة بالكفار وجلبهم إلى بلاد الإسلام، وكنت أقرب هذه الحقيقة بمثل عربي قديم، قال الحائط للوتد: لم تشقني؟ قال: سل من يدقني.

<<  <  ج: ص:  >  >>