للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الأمر ليس بيد المسلمين، الأمر بيد الأمريكان، الأمريكان هم الذين فرضوا على الدولة السعودية أن تفتح أبوابها للأمريكان والبريطان ولمن كل من تريد الأمريكان أن تتظاهر أمام العالم الإسلامي بأن تستعين بالدول الإسلامية، فهذه مصر وهذه سوريا البعثية، فما الفرق بين هذا البعث وهذا البعث؟ لا فرق إسلامياً، لكن الفرق سياسياً موجود، فهذا البعث أمريكا رضيت عنه، وهذا البعث أمريكا غضبت عليه، فإذاً: على كل الدول التي تعتبر أمريكا من الدول الصديقة مع الأسف وهي من أعدى أعداء الإسلام والمسلمين، على كل هذه الدول التي تمشي في ركاب أمريكا أن ترضى بما ترضى أمريكا وأن تكره ما تكره أمريكا، فأين الآيات التي كنا نسمعها قبل حلول هذا البلاء الأكبر لا نسمعها من بلاد أخرى إلا من بلاد السعودية، {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: ٥١] فأي تولي أكبر وأخطر من مثل هذا التولي الذي وقعت فيه الدولة السعودية في هذه الأيام القريبة؟ وهذا هو المثال تلمسونه لمس اليد، استعانت السعودية بأمريكا خوفاً من البعث، والذي خافت منه أتت بأمريكا إلى عقر دار السعودية، وقد قلت في كثير من الكلمات، وما كنت أريد أن أطيل الكلام في الحقيقة للسبب الذي ذكرته في مطلع هذا الجواب أننا تكلمنا كثيراً وكثيراً جداً حول هذه المصيبة الكبرى.

فقد قلت: ما الذي يحول بين الأمريكان وفيهم جنود من اليهود أن يحتلوا بلادهم القديمة خيبر، وأن يحتلوا ضواحي المدينة إن لم نقل المدينة أماكن بني النظير وبني قريظة وأمر طبيعي جداً أن يحنوا إليها وهم بعيدين عن فلسطين، وما

<<  <  ج: ص:  >  >>