للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالهم وقد احتلوا تلك البلاد ليس بقوتهم ولا بسلاحهم وإنما بالسياسة المنحرفة عن الحكمة وعن الشريعة في آن واحد، فما الذي يحول بين اليهود المتحمسين أن يحتلوا خيبر؟ وأن يحتلوا المدينة؟ فهل باستطاعة الدولة السعودية أن ترد كيد هؤلاء ومكر هؤلاء إذا ما أرادوا أن يحتلوا بلادهم القديمة؟ والسعودية خافت من العراق، والعراق ليست بأقوى من أمريكا، فإذا رضيت باحتلال أمريكا لبلادها برضاها فما الفرق أن تحتل هذه البلاد العراق؟ لا فرق، هذا بعث وهؤلاء بعث، وهؤلاء يهود، لذلك هذه ورطة كبيرة جداً، وأنا أعتقد أن المشكلة الأساسية في هذه العلة التي لا علاج لها إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى بقدرته وحكمته.

أنا أعتقد أن هذا الإدخال لهؤلاء الكفار الأعداء ومن تمام المصيبة أن نسمي الأعداء أصدقاء، متى كان هؤلاء أصدقاء للمسلمين؟ هذه من تمام المصيبة، فالقصد أن هذا الإدخال لم يكن بناء على قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران: ١٥٩]، ولا على قوله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: ٣٨]، أنا أعتقد أن في بلاد السعودية علماء أفاضل قد لا نجد مثلهم في بلاد أخرى إلا نادراً، لو أخذ رأيهم قبل أن تقع الواقعة ودرسوا ما سيترتب من مفاسد داخلية غير المفاسد الخارجية التي تلحق بالدول الإسلامية كلها لو استشيروا وتأملوا فيما سينتج من مفاسد لما أذنوا بهذا الإدخال بوجه من الوجوه، ولكن الدكتاتورية بالتعبير العصري والتعبير العربي الاستبداد بالحكم، مع التستر بالشرع بكلمات معسولات الكتاب والسنة والكتاب والسنة، ولم يبق عندنا

<<  <  ج: ص:  >  >>