الكتاب والسنة إلا الصلاة والصيام وتلاوة القرآن وإذاعة القرآن في مناسبات منظمة، وهذا أمر طيب بلا شك، ولكن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}[الصف: ٢ - ٣] ما دام نريد أن نحكم بالكتاب والسنة فمن الكتاب والسنة أن نستشير أهل العلم، هل يوجد هناك ناس في تلك البلاد نفسها من يستطيع أن يقول: إن أهل العلم أخذ رأيهم قبل أن يستجلب هؤلاء الكفار إلى بلاد الإسلام؟ ما أظن هذا، ولكن بعد أن وقعت الواقعة، وبدأ العالم الإسلامي يثور على هذه المصيبة صدرت الأوامر لأهل العلم بأن تصدروا فتاواكم بتأييد هذا الواقع، تلكأ بعضهم في أول الأمر فيما يبدو لنا والله أعلم، ثم وجدوا أنفسهم مضطرين إلى إصدار الفتاوى تحت عنوان: الضرورات تبيح المحظورات.
أنا أقول: هذا قلب للحقائق الشرعية، لو أن الأمريكان وهي أكبر دولة في العالم أو من أكبر الدول هاجمت السعودية ماذا تفعل؟ عليها أن تقاتل أن تجاهد وأن تنال إحدى الحسنيين: إما النصر وإما الشهادة في سبيل لله، لكن لم يبق هناك في العالم الإسلامي بعامة وفي السعودية بخاصة شيء اسمه الجهاد إلا الأفغان، وإلا تقول الآية:{وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}[التوبة: ٤٦] فلو أرادوا الجهاد حقاً كانوا استعدوا قبل هذه الاستعدادات الضخمة التي يسموها اقتصادية واجتماعية ويتفاخرون بها أنها أصبحت من بين الأمم بارزة في هذه الناحية، فأين الاستعداد للجهاد في سبيل الله؟ فلما خافت من مهاجمة العراق لها كما هاجمت الكويت ما تستطيع أن تجاهد.