للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحيح يقتضيا قبل كل شيء أن ننظر في صحة هذا الحديث الأول، حتى نفكر في طريقة التوفيق بينه وبين الحديث الآخر، أما إذا لم يكن ثابتاً في حقيقة الأمر فذلك قد يغنينا عن محاولة التوفيق بينه وبين الحديث الصحيح لا سيما إذا كان التوفيق هزيلاً كهذا التوفيق الذي ذهب إليه الإمام أبو جعفر الطحاوي، ولهذا توجهت إلى دراسة إسناد هذا الحديث.

فتكشفت لي حقيقة هامة جداً، وهي أن تابعي الحديث وهو الذي سمعتم الكلام حوله ثابت بن الحارث الأنصاري هو تابعي لم يوثق إطلاقاً، ولم يرو عنه إلا رجل حضرمي ونسيت اسمه الآن، ثم هذا الحديث بالذات الحضرمي يقول: عن ثابت بن الحارث الأنصاري أن رجلاً من قومه الذين حضروا المعركة أحد يعني حدثه، فهذا فيه إشعار أولاً أن الرجل لم يكن حاضر المعركة، لأنه يرويها عن رجل من قومه حضر، لا شك هذا الرجل صحابي، ولو لم يسم، لأن الصحابة كلهم عدول، لكن يجب أن نعرف ترجمة ثابت هذا، هل هو تابعي ثقة أم لا، فبحثت وبحثت، كتب الرجال مثل الجرح والتعديل وغيره يذكروه على أنه تابعي، كتب الصحابة يذكروه في الصحابة، ومنهم الحافظ بن حجر العسقلاني ذكره في الإصابة في أسماء الصحابة على أنه صحابي، وذكر له ثلاثة أحاديث، منها حديثنا هذا، في كل هذه الأحاديث الثلاثة مدارها أولاً على الحضرمي، الأحاديث الثلاثة مدارها على الحضرمي، وثابت في هذه الأحاديث الثلاثة ما قال في واحد منها: سمعت رسول الله، أو حضرت في مجلس رسول الله، أو غزوت مع رسول الله، أو أي عبارة أخرى تصرح بأنه صحابي، وإنما يقول فيها

<<  <  ج: ص:  >  >>