للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هنا ومن هنا وألفنا كتاباً، ويضللوا الناس من حيث لا يشعرون، ولذلك نحن سواء في علم الحديث أو علم الفقه ننصحك أيها الطالب للعلم إن كنت عالماً فأفت بما تعلم وأجرك على الله، وإن كنت لست عالماً فاسأل أهل العلم، هكذا ربنا يأمرنا في القرآن الكريم.

أما الحديث الذي سبقت الإشارة إليه فأظن أنني أحصله إن شاء الله قريباً، وتسمع يا أبو فارس أن العبارة التي تشبث بها أبو جعفر الطحاوي أنه كل مشرك كافر وليس كل كافر مشرك خطأ.

الحديث السابق ذكره: «إنا جئناكم بخير -يعني: اليهود_ إنا أهل الكتاب، وأنتم أهل كتاب، وإن لأهل الكتاب على أهل الكتاب النصر، وإنه بلغنا أن أبا سفيان قد أقبل إلينا بجمع من الناس، فإما أطلتم معنا، وإما أعرتمونا سلاحاً» ذكرنا الحديث، هذا الحضرمي اسمه: الحارث بن يزيد، عن ثابت بن الحارث الأنصاري، عن بعض من كان مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، قلت: وهذا إسناد ضعيف .. إلخ، رجاله كلهم ثقات غير ثابت بن الحارث الأنصاري فإنه غير معروف بعدالة أو جرح، ولم يورده أحد من أئمة الجرح والتعديل غير ابن أبي حاتم برواية الحارث بن يزيد هذا فقط، وبيض له، يعني: ما قال فيه لا ثقة ولا شيء، وقد ذكر ابن هشام في السيرة عن محمد بن إسحاق عن الزهري أن الأنصار يوم أحد قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: يا رسول الله! ألا نستعين بحلفائنا من اليهود؟ فقال: لا حاجة لنا فيهم.

وذكر نحوه ابن كثير في البداية، ومن قبله ابن القيم في زاد المعاد، وهو الموافق للحديث الصحيح عن عائشة: إنا لا نستعين بمشرك، أو بالمشركين، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>