مؤتمرهم لما حضرته فضلاً عن أحضر مؤتمر العراقيين الذين لا نلتقي مع دولتهم في أعز العقيدة كما نحن نلتقي مع الدولة السعودية، فنحن نتأدب بأدب
القرآن الكريم، كما قال -عز وجل-: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[المائدة: ٨]، والذين نشروا ذاك الخبر الكاذب هم لا بد أنهم وصلتهم عديد من الأشرطة والتسجيلات التي أبديت رأيي في هذه الفتنة التي ألمت وأحاطت بالعالم الإسلامي في هذه الأيام الأخيرة، وفيها إنكاري الشديد قبل كل شيء على الحكومة العراقية التي بغت على الدولة الكويتية، وذكرت في ذلك ما شاء الله أن أذكر، ولا أريد أن أعيد الكلام الذي جاء متفرقاً في تلك الأشرطة، لكن حسبي أن أذكر أن في بعضها التصريح بأن الدولة العراقية هي الباغية والظالمة على الدولة الكويتية، وأن الدولة السعودية لو أرادت أن تقوم بالواجب الشرعي لحققت قول الله -تبارك وتعالى-: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩] ذكرت هذا، وقلت آسفاً: إن الدولة السعودية كان الأمل أن تكون هي الدولة التي تحقق هذا الأمر الإلهي {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩]، لكن خاب الأمل، وطاح الرجاء؛ لأن الدولة السعودية مع الأسف الشديد ما تهيأت ولا اتخذت الأسباب التي تمكنها يوماً ما من أن تقاتل الفئة الباغية، فهي كانت عاجزة باعترافها أن تصد عدوان الحكومة العراقية وعلى رأسها صدام، كانت عاجزة أن تحقق هذه الآية، ولذلك استعانت بالكفار،