للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي يغنيه صلته بالله -عز وجل- بوحي السماء أن يستشير أهل الأرض، ولكن كما يقول بعض العلماء والفقهاء إنما قال الله -عز وجل- لنبيه:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}[آل عمران: ١٥٩] ليتخذوه لتتخذه أمته من بعده أسوة يستشيرون أمثالهم، أما النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فلا مثل له في البشرية قاطبةً، مع ذلك أمره ربنا -تبارك وتعالى- أن يستشير أصحابه ليتعلم الناس والحكام من بعده، أنه من باب أولى يجب عليهم أن يستشيروا أهل العلم، وأنا على مثل اليقين بأن الحكومة السعودية لو قامت بهذا الواجب القرآني استشارت أهل العلم قبل أن تتخذ قرار الاستعانة بالكفار الأمريكان والبريطان لما وجدتم أحداً من العلماء المخلصين وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز بارك الله فيه وفي حياته ما وجد واحداً من هؤلاء يوافق بعد استشارتهم أن
يستجلب هؤلاء الكفار إلى بلاد الإسلام، ولكن جعلوا تحت الأمر الواقع، فخالفت فتاواهم فتاواهم السابقة التي كانت نشرت وكانت في الإذاعات تنهى، أهل العلم ينهون المسلمين عن موالاة الكفار، فأين تبقى الموالاة المخالفة للشريعة التي نهى الله -عز وجل- عنها في هذه الآيات التي تلوناها على مسامعكم من كلام الشيخ ابن باز -جزاه الله خيراً-؟ ! أين الموالاة المنهي عنها، وأنهم إذا والوهم يكونون منهم؟ إذا لم تكن مثل هذه الموالاة التي أحلوا الكفار والصليبية والصلبان في بلاد الإسلام، ثم تعاونوا معهم في ضرب بلاد المسلمين، لا ينبغي أن يتورط أحد من طلاب العلم كما قد جاءني من بعضهم، ويدلسون عمداً أو سهواً لا أدري كل حسب نيته، يقولون ويزعمون أن الألباني حينما تكلم بما تكلم إنما تكلم بناءً على ما