للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجوبتي في الفتنة التي قامت ولا نزال نعيش في آثارها السيئة بعض الناس لقلة إدراكهم وعدم فقههم قد يتصورون أنني تناقضت عن أجوبتي في أول الفتنة، وعن أجوبتي في أواخرها، أقول بعض الناس يعني، فنحن من قبل كنا ننصح المتحمسين من الفريقين المتعرقين منهم والمتسعدين إذا صح التعبير: الزموا، كونوا أحلاس بيوتكم، لكننا فيما بعد قلنا: يجب على الدول الإسلامية أن تقاتل مع العراق الدول الكافرة ومن معها من الحلفاء، لماذا هذا الاختلاف في الجواب؟

ما أدري وصلكم الشريط الذي فيه أن العالم الفقيه لا ينبغي أن يكون جامداً وإنما يتطور مع الحوادث، فيعطي كل حالة لبوسها وحكمها، وضربت على ذلك مثلين فقهيين، المثل الأول: خمر حرام لإسكاره تخلل، هذا الشراب ذاته بعد أن صار خلاً خرج عن الحرمة إلى الإباحة، جاءكم هذا الشريط؟

الشاهد، والمثال الثاني جاء ذكره في ذاك الشريط الماء، الماء الطهور، مطهر وطاهر، فتجري عليه الأحكام الثلاثة، قد يخرج عن طهوريته إلى طهارته، فهو طاهر إذا أصاب ثياباً لم ينجسها، لكن لا يُطَهِّر البدن ولا يصح الوضوء به، ثم قد يقع في نجاسة فتخرجه عن طاهريته، هكذا أصاب العراق بعد أن كان معتدياً على الكويت وكنا نقول: كونوا أحلاس بيوتكم، ولا تقاتلوا مع أحد الفريقين، والبحث هذا معروف لديكم تفصيل القول فيه، أما بعد أن تهجمت عليه تلك الدول الكافرة ومن معها من الحلفاء بدأ يظهر أنه ليس المقصود كما قيل في الإعلام السعودي أنهم استعانوا بالكفار الأصدقاء لأجل دفع خطر اعتداء العراق

<<  <  ج: ص:  >  >>