ثم إذا استثنينا من العترة هنا الذين خرجوا عن هدي صاحب العترة، وأساس العترة وهو الرسول عليه السلام، فننظر إذا كان هناك من العترة صالحين، ولكنهم ليسوا بالعلماء، فهل يقصدون في مثل هذا النص؟ في القرآن الكريم:{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}[الزمر: ٩] الجواب: لا يستوون.
إذاً: يجب على المسلم حينما يسمع مثل هذا الحديث: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وعترتي».
في الرواية الأخرى:«وسنتي» هي مفسرة لعترتي؛ لأن المقصود بالعترة هنا بعد هذا البيان ليس كل عترة أولاً صالحيهم وطالحيهم، وليس كل الصالحين منهم علماؤهم وجهلاؤهم، وإنما المقصود بهم: علماؤهم، حين ذاك تجد أن قوله عليه السلام في الحديث الآخر الذي نحن نصححه:«وسنتي» تفسير لعترتي أي: عترتي المتمسكين بسنتي، هكذا تفسر الروايات، تفسر الروايات بعضها ببعض، وهذا ما صرح به كثير من المتقدمين من أهل العلم وفي الكتاب الذي أشرت إليه سابقاً: سلسلة الأحاديث الصحيحة توسعت في تخريج الحديث أولاً، وبينت له من الطرق ما خفي على هذا الدكتور ثانياً.
تعرضت أيضاً للإجابة عن هذه الشبهة التي يستغلها الشيعة، ويتهجمون بها على أهل السنة، ولا سبيل لهم إلى ذلك إذا كان أهل السنة أهل علم وفضل، فنقلت عن أبي جعفر الطحاوي في كتابه: مشكل الآثار هذا المعنى الذي أوجزته لكم آنفاً أن المقصود بالعترة هم: علماء أهل البيت وحينئذ فلا