للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك أيضاً ذكر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أصحابه من المفضلين على أصحابه الآخرين ألا وهم الخلفاء الراشدون المهديون كما في حديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» هكذا ذكر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مع سنته في هذا الحديث سنة الخلفاء الراشدين بتلك النكتة التي أشرنا إليها في الآية، وفي حديث الفرقة الناجية.

وفي كل هذه النصوص الثلاثة منهاج يوجب على المسلمين في العصر الحاضر أن يلتزموه وألَّا يكونوا بعيدين عنه كما هو شأن كثير ممن يشاركنا في الدعوة إلى الكتاب والسنة ولكنهم يخالفوننا في منهجنا في رجوعنا إلى فهم الكتاب والسنة إلى فهم هؤلاء السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم، ذلك مما يجب على كل مسلم أن يَتَّخِذه منهجاً له لكي لا ينحرف عن ما كان عليه سبيل المؤمنين.

فلا يكفي اليوم أن نقول: نحن على الكتاب والسنة، ثم يختلفون في فهم الكتاب والسنة، فالرجوع إلى السلف الصالح هو ضمان وصيانة من أن يقع المسلمون اليوم في مثل ما وقع المسلمون الذين جاءوا بعد السلف فاختلفوا اختلافاً كثيراً؛ ذلك لأنهم قد كانوا لم تتوفر لديهم أولاً نصوص السنة التي تتولى بيان القرآن الكريم كما قال رب العالمين: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: ٤٤] هذا هو السبب الأول الذي كان من أسباب الخلاف الذي وقع بين المتقدمين حتى بين بعض الأئمة المجتهدين من العلماء والزهاد

<<  <  ج: ص:  >  >>