وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه» فمن كان يريد أن يتمشى مع هذا المنهج الصحيح فهنا يرد بيان لا بد لي منه:
كثير من العلماء قديماً وحديثاً يعلمون فكرة أن السنة دخل فيها ما لم يكن منها حتى في القرن الأول حيث بدأ بعض الفرق الضالة ترفع أصواتها وتدعوا إلى مخالفة الكتاب والسنة باتباعها لأهوائها كما جاء عن أحد الخوارج حينما هداه الله عز وجل إلى السنة فقال: انظروا من أين تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمراً صيرناه حديثاً؛ ولذلك جاء عن ابن سيرين رحمه الله وهو التابعي الجليل الذي كان يكثر من الرواية عن حافظ الصحابة للسنة والحديث ألا وهو أبو هريرة رضي الله تعالى عنه قال: انظروا من أين تأخذون دينكم، وقد روي هذا حديثاً مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولكن لا يصح رفعه والصحيح أنه مقطوع موقوف على ابن سيرين رحمه الله.
ولذلك قال بعض أئمة الحديث: الإسناد من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء في الدين، إذا كان الأمر كذلك باتفاق العلماء نظرياً وأعني ما أقول حينما أقول نظرياً؛ ذلك لأني أريد أن أقول حقيقة مُرَّة ألا وهي: أن هذا الإسناد لم يهتم به جماهير العلماء الاهتمام الواجب به، وإنما اهتمَّ به طائفة من علماء المسلمين وهم أئمة الحديث كالإمام أحمد بن حنبل، والإمام يحيى بن معين، وعلي بن المديني وتلامذتهم كالإمام البخاري ومسلم وغيرهم من أئمة الحديث والنقاد الذين تكلَّموا في الرُواة جرحاً وتعديلاً، هؤلاء هم الذين يجب الرجوع إليهم والاعتماد عليهم لإجراء التصفية في هذه السنة التي يجب الرجوع إليها بعد تصفيتها.
كتب السنة الآن متوفرة وذلك من تمام عناية الله عز وجل بهذه الأمة ووفاءً