للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسمونه اليوم بالتقسيط، بثمن أكثر من ثمن النقد، والحقيقة أن فاعله ما جاء ليشتري، وإنما جاء ليأخذ الدراهم أو الدنانير ليشتغل بها ولتكون نواة لعمل له.

ونظراً لفساد المجتمع وانفكاك الرباط الديني الذي يربطهم بالإسلام لو كانوا به عاملين، يضطر المحتاج إلى أن يضمن لنفسه مالاً يعمل به عن طريق الاحتيال على ما حرم الله، فيأتي هذا المحتاج إلى التاجر ويشتري منه، على سبيل المثال سيارة بمبلغ عشرين ألفاً مثلاً، تقسيطاً ... بينما هي في حقيقة الأمر تساوي أقل من ذلك ... ومكمن المصيبة في الخطوة التالية وهي أن المشتري المحتاج لا يتسلم السيارة وإنما يبيعها «نقداً» للبائع بمبلغ أقل، سبعة عشر ألفاً مثلاً ... ويقبض هذا الثمن ثم يبقى عليه أن يسدد الأقساط الكبيرة التي اتفق عليها أولاً وذلك على سنة أو ستة أشهر ... ! !

هذا هو بيع العينة وهذا أمر واقع اليوم في بعض البلاد كما ذكرنا آنفاً. يقول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إذا تبايعتم بالعينة» أي احتلتم على ما حرم الله فاستحللتموها، وبالإضافة إلى ذلك أخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وهذا من التكالب على الدنيا وأدى ذلك إلى ترك الجهاد في سبيل الله ماذا تكون عاقبة هؤلاء المسلمين الذين يحتالون على أحكام الله ويستحلون حرمات الله بأدنى الحيل ثم يعرضون عن القيام بواجبهم، كالجهاد في سبيل الله التهاءً منهم بالتكالب على الدنيا وما مصيرهم؟

العاقبة والمصير أن يسلط الله عليهم ذلاً لا ينزعه منهم حتى يرجعوا إلى دينهم. إذاً وبصورة عامة فإن الأمراض التي يبتلى بها المسلمون تتلخص في ناحيتين:

الأولى: معروف ومعلوم من الدين بالضرورة كالجهاد في سبيل الله بسبب

<<  <  ج: ص:  >  >>