وإن أي حركة لا تقوم على هذا الأساس لا فائدة منها إطلاقاً.
ولكي ندلل على صحة ما نذهب إليه في هذا المنهج، نعود إلى كتاب الله الكريم، ففيه آية واحدة تدل على خطأ كل من لا يتفق معنا على أن البداية تكون بالتصفية ومن ثَمَّ التربية.
يقول تعالى:{إن تنصروا الله ينصركم} هذه هي الآية المقصودة، وهي التي أجمع المفسرون على أن معنى نصر الله إنما هو العمل بأحكامه، ومن ذلك أيضاً، الإيمان بالغيب الذي جعله سبحانه وتعالى الشرط الأول للمؤمنين {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة} ... فإذا كان نصر الله لا يتحقق إلا بإقامة أحكامه فكيف يمكننا أن ندخل في الجهاد عملياً، ونحن لم ننصر الله وفق ما اتفق عليه المفسرون؟ !
كيف ندخل الجهاد وعقيدتنا خراب يباب؟ كيف نجاهد وأخلاقنا تتماشى مع الفساد؟ ! ! لابد إذاً، قبل الشروع بالجهاد، من تصحيح العقيدة، وتربية النفس ... وأنا أعلم أن الأمر لن يسلم من المعارضة، لمنهجنا في التصفية والتربية، فثمة من سيقول: إن القيام بالتصفية والتربية أمر يحتاج إلى سنين طويلة .. ولكني أقول: ليس هذا هو الهام في الأمر، بل الهام أن ننفذ ما يأمرنا به ديننا وربنا العظيم ... والهام أن نبدأ بمعرفة ديننا أولاً ولا يهم بعد ذلك أن يطول الطريق أو يقصر، إنني أتوجه بكلامي إلى رجال الدعوة المسلمين، وإلى العلماء والموجهين وأدعوهم إلى أن يكونوا على علم تام بالإسلام الصحيح، وعلى محاربة لكل غفلة أو تغافل، ولكل خلاف أو تنازع {فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} وحين نقضي على هذا التنازع وعلى هذه الغفلة، ونحل محلهما الصحوة والائتلاف والاتفاق نتجه إلى تحقيق القوة المادية {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن