هي الجماعة» هذه هي الرواية المشهورة، وثمة رواية أخرى تفسر الأولى وهي قوله عليه السلام:«هي التي على ما أنا عليه وأصحابي».
فإذاً: واحدة من ثلاثة وسبعين فرقة هي الفرقة الناجية كما صرح على ذلك العلماء قاطبةً، وهذه الفرقة الناجية هي فقط التي تستطيع أن تنهض بالأمة الإسلامية اليوم، وأن تحقق السعادة لهم، ثم لغيرهم من الأمم الأخرى التي لم تهتدي بهدي الإسلام، ولعل من أسباب ذلك أن المسلمين أنفسهم لم يعودوا مع الأسف كما كانوا من قبل دعاًة لأفعالهم وأعمالهم، والأقوال وحدها لا تفيد ...
لما ذكر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن الفرقة الناجية هي فرقة واحدة، ولكي لا يضل المسلمون عن معرفة وصفها هذا الضلال الذي يلزم منه أن يضلوا ... أجاب عن ذاك السؤال: من هي هذه الفرقة الناجية من بين الثلاث وسبعين فرقة؟ قال: هي التي على ما أنا عليه وأصحابي، ونلاحظ هنا بوضوح تام أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يقتصر في جوابه عن ذاك السؤال على قوله فقط: التي هي على ما أنا عليه، لم يقتصر ولم يقف في كلامه إلى هنا: على ما أنا عليه وفقط، لا عطف على ذلك قوله: وأصحابي.
ذلك لأن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هم كما لا شك ولا إشكال فيه، هم الذين تلقوا الوحي من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بقسميه القرآن والسنة غضًا طريًا، ثم عملوا به وطبقوه أحسن تطبيق، ثم نقلوه كما فهموه وكما طبقوه إلى من جاء من بعده، وهكذا حتى سخر الله عز وجل للمسلمين من جمع لهم السنة من بعد أن سخر للأولين من جمع لهم القرآن الكريم بين دفتين، وبذلك اجتمع الوحيان المشار إليهما في القرآن في عديد من الآيات كمثل قوله تبارك وتعالى مخاطبًا نبيه عليه الصلاة والسلام:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل: ٤٤] ففي هذه