يعجز عن أن ينطق بها أي إنسان لا يخشى الله عز وجل ولا خلاق له في الدنيا ولا في الآخرة، ولذلك فليس لي ما أقوله بالنسبة لهذه الكلمة التي نقلتها آنفاً إلا أن نقول:{سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}[النور: ١٦].
وكنت أود أن أعرف أن مثل هذه التهمة هل هي مطبوعة في كتاب أو في رسالة أو أنها مسجلة في شريط حتى نعود إليها وأن ندرسها لنكون أولاً على معرفة بها كما نطق بها صاحبها، وثانياً أن نكون دقيقين في نقدها.
وأنا حينما أقول ما قلت آنفاً بحق عن الجماعة السلفية فإنما أعني ذلك كدعوة، أما أن لا يكون فيهم أفراد قد ينطبق فيهم مثل هذا الوصف، فهذا لا يمكن إنكاره بالنسبة لأي جماعة مثل هذا الاقتصار على بعض الجوانب من الدعوة الشاملة العامة لا يمكن أن ننزه منها أي فرد من أي جماعة، فنحن نعلم مثلاً أن الدعوة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله سلم صافية نقية من السماء وربى أصحابه عليها، مع ذلك كان في هؤلاء الأصحاب أفراد لم يعملوا ببعض الجوانب من هذه الدعوة، فهذا لا يعني أنهم ما كانوا يتبنون الدعوة بشمولها وبكمالها، وإنما شأن الإنسان أن يخطئ، فإذا أخطأ فرد أو أفراد وخالفوا الدعوة في جانب من جوانبها، فذلك مما ليس بمسلم يخشى الله عز وجل أن يقلب حقيقة الدعوة التي يعلنها أصحابها لوجود أفراد يخالفونها في بعض جزئياتها، فإن التزم هذا المنسوب إليه هذا الكلام نسبة الجفاء والقصور في العبادة ونحو ذلك؛ بسبب انحراف أفراد عن المبدأ العام، فأظن أن أية دعوة ولتكن هي التي يدعو إليها هو لا بد أن يكون فيهم أفراد وأفراد كثيرون يخالفون ما يدعو هو إليه من الدعوة العامة الشاملة كما يترشح من كلامه، فهل نقول حينئذ: إذا كان هو يعلن أن دعوته عامة شاملة لكل نواحي الإسلام التي جاء بها