فإذاً لا بد لكل مسلم يريد أن ينهض بالمسلمين قبل كل شيء أن يفهم التوحيد الصحيح، ثم لا نُبالي ماذا يقولون يسموننا وهابية، يسموننا مثلا رجعية، هذا ما يهمنا ربنا عز وجل أدَّبنا في شخص نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم حينما {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ}[فصلت: ٤٣]، فنحن نعلم من القران ومن السنة أن للكفار حينما بعث إليهم الرسول عليه السلام قالوا أنه ساحر، أنه شاعر، أنه كذاب، فمهما قيل فينا نحن الذين وجدنا في هذا العصر وامتن الله علينا بالتمسك بالإسلام الصحيح، مهما قيل فينا من كلمات فهي أهون بكثير من ما قيل للرسول عليه السلام من ناحية ماذا؟ أولاً: شخصه أعلى وأسمى من كل مخلوق عند الله عز وجل، ثم ما قيل في حقه إنه كذاب وساحر لم يقل فينا، قالوا وهابي، ما هو معنى وهابي؟ رحم الله من قال:
إن كان تابع أحمد متوهبا ... فأنا المقر بأنني وهابي
فمن جهل هؤلاء ينبزوننا بلقب الوهابية قدحاً، وهو في الحقيقة ينقلب فينا لغةً وواقع مدحاً؛ لأن الوهابي هو المنسوب إلى الله؛ لأن الله الوهاب لو قيل فلان ولي الله هذا مدح ولا قدح، هذا مدح، لكن الله عز وجل طمس على قلوبهم فهم لا يحسون بما يقولون، يزعمون بأن كلمة وهابي نسبة للنجدي الذي جاء بدعوة التوحيد، وبتحطيم القبور المبنية عليها خلافاً للسنة المحمدية، إنه إن اسمه عبد الوهاب، هو الحقيقة اسمه محمد ابن عبد الوهاب كما تعلمون جميعا لكنهم إذا انتبهوا أنهم لو قالوا نسبة إلى محمد عبد الوهاب محمدي فهذه تزكية، لكن ما دروا أنهم وقعوا في تزكية أكبر من الأولى حيث نسبونا إلى الوهاب وهو الله تبارك وتعالى، لذلك قد قال ذلك الشاعر في العصر الحاضر قياسا على قول الإمام الشافعي أظن الذي قال: