إن كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رفضي
على هذا المثال قال ذلك الرجل العالم العاقل إن كان تابع أحمد متوهباً فأنا المقر بأنني وهابي، فإذا ما ينبغي لأي مسلم هداه الله عز وجل لإتباع الحق أن يتأثر فيما قد يقال فيه إذا كان الله قال لنبيه {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ}[فصلت: ٤٣]، إذاً ما يقال لنا إلا ما قد قيل للصالحين من قبلنا، فهم قدوتنا كما قلت في مطلع سؤالك المهم: أن التوحيد هو أساس الإسلام.
ولكن لابد من أن أُكَرر ما قلت آنفاً أنه لا ينبغي للمسلمين الذين هداهم الله عز وجل إلى النهج السليم أن يقفوا فقط عند التوحيد دراسة وعقيدة، بل عليهم أن يعنوا بدراسة الإسلام من كل جوانبه وبذلك تصلح حياتهم حينما يطبقون العمل على العلم كما قال عز وجل {وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[العصر: ٣].
أما الإخوان المسلمون الذين يصيحون بأعلى أصواتهم والجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا أو كما يقولون، فنحن نقول لهم لقد مضى على دعوتكم قرابة قرن من الزمن وأنتم لا تزالون في مكانكم، كما نقول نحن في سوريا هناك تعبير عسكري «مكانك راوح»، يعني الضابط ضابط سرية لما يأمر الجيش بالسير يقول إلى الأمام سِر، فيمشوا على النظام العسكري، ثم لما يريد أن يأمرهم بالوقوف يقول لهم مكانك قف، لكن لما يريد ألا يقفوا جامدين إنما متحركين فيقول مكانك راوح، فهم لا يتقدمون ولا يتأخرون، هذا مثل الإخوان المسلمين، ذلك لأنهم لا جاهدوا ولا تعلموا وعملوا، فهم متخلفون جهاداً، مخالفين لدعواهم، وعلماً وعملاً، لأنهم لا علم عندهم، وحسبهم أنهم ينكرون على من يدعوا إلى اتباع الكتاب والسنة، ويسمون ذلك دعوى إلى تفريق المسلمين.