الرسول عليه السلام والصحابة، كذلك بهذا المعنى حديث آخر وهو أيضا معروف لدى المسلمين أهل السنة والجماعة زعموا، أعني به حديث العرباض ابن سارية رضي الله تعالى عنه قال:«وعظنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: أوصنا يا رسول الله، قال: «أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن ولي عليكم عبد حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» وفي الحديث الآخر: «وكل ضلالة في النار».
إذاً الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يحذرنا من المحدثات من الأمور، ونحن اليوم حينما نحذر المسلمين من مخالفة سيد المرسلين، وفي ارتكاب البدعة التي عَمَّت وطَمَّت بلاد الإسلام، يقولون لنا: تُفَرِّقون بين المسلمين، الحقيقة أن هؤلاء يريدون أن يعالجوا ذل المسلمين ليس على مذهب سيد المرسلين الذي وصف الداء والدواء في حديث العينة:«إذا تبايعتم بالعينة»، هذا داء «وأخذتم أذناب البقر» داء «ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله» داء الجزاء: «سلط الله عليكم ذُلاً» العلاج «لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم».
فمعنى الرجوع إلى الدين أمر عظيم جداً يغفل عنه هؤلاء الحزبيين أو المذهبيين أو الصوفيين أو غيرهم، الرجوع إلى الدين يتطلب من علماء المسلمين أمرين اثنين عظيمين جداً، أحدهما: دراسة الإسلام دراسة صحيحة لأن بيننا وبين الدين الذي أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام أربعة عشر قرناً، وقد دخل فيه ما لم يكن منه، سواء ما كان من عقائد، أو ما كان من الأحكام والفقه، أو ما كان من سلوك دخل من هذه الأمور كلها ما لم يكن مشروعا في العهد