للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول.

فإذاً لا بد للعلماء من أن يأخذوا الغرابيل، وأن يُصَفُّوا هذا الإسلام من ما فيه من دخيل، كما جاء عن بعض علماء الحديث حينما قيل له إنَّ فلاناً الزنديق حينما ألقي عليه القبض، ورأى أن أمامه القتل أراد أن يروي غيظ قلبه، فقال أنا لا أموت إلا وقد وضعت على نبيكم خمسة آلاف حديث، فقال ذلك العالم المحدث: كذب عدو الله، كيف وفلان وفلان من المحدثين قد أخذوا الغرابيل وهم يصفون هذه الأحاديث، يخرجون منها الأحاديث الصحيحة.

هكذا يجب على علماء المسلمين في هذا الزمان أن يغربلوا الإسلام من ما دخل فيه من كل الجوانب التي أشرت إليها في العقيدة، في الأحكام، في السلوك، في الأخلاق، ونحو ذلك.

ثم الشيء الثاني وهذا ما أكني الشيء الأول، أكني عنه «تصفية الإسلام» لا بد من التصفية، الشيء الثاني تربية المسلمين على هذا الإسلام المصفى، فأين الآن هذا الإسلام المصفى عند هذه الجماعات التي تعارض دعوة الحق بل وتزعم أنها تفرق وأنا أشهد أنها تفرق، فعلاً بين الحق والباطل، وبين المحق والمبطل، سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلا، أما المقلِّدون فهؤلاء لا نهتم بهم كثيرا لأنهم حكموا على أنفسهم بالجهل لأنها تقليد عند العلماء جميعاً هو ألا يستمع الإسلام عقله وأن يقلد غيره وأن يسلم له تسليما، هذا نوع من الشرك الذي وقع فيه جماهير المسلمين وهم لا يشعرون، لأن الله عز وجل ذكر عن النصارى شيئاً من شركهم حين قال عز وجل {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} [التوبة: ٣١] أن الأول الشرك في الرهبان، النوع الثاني شرك في المسيح عليه الصلاة والسلام {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا

<<  <  ج: ص:  >  >>