فإذا كنا قد رجعنا إلى الكتاب والسنة في الإجابة عن ذلك السؤال المتعلق بتعدد الأحزاب والجماعات، وكان الكتاب والسنة صريحين في ذم التحزب وفي ذم التفرق، فلا شك حينذاك أنه لا يبقى هناك إلا طريق واحدة وإلا حزب واحد وهو الذي أثنى الله عز وجل عليه في آية معروفة في القرآن الكريم:{فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}[المائدة: ٥٦].
ولكن من الواجب أن يعرف كل مسلم راغب أن يكون من هذا الحزب الذي شهد الله عز وجل له بالفلاح، وذلك يعني الفلاح في الدنيا والآخرة معاً، من كان حريصاً على أن يكون من ذلك الحزب فلا يمكنه أن يحقق ذلك في نفسه إلا إذا عرف علامة هذا الحزب ونظامه ومنهجه، إذا كان الطريق الموصل إلى تحقيق هذا الحزب واحداً فلا بد أيضاً كذلك أن يكون المنهج واحداً، فإذا تعددت المناهج لتلك الجماعات أو الطوائف أو الأحزاب فلا شك أن التعدد لهذه المناهج فرع لتعدد الأحزاب والجماعات، وما بني على خطأ أو ضلال لا شك أنه يكون كذلك ضلالاً، وكما قيل قديماً: وهل يستقيم الظل والعود أعوج.
أقول: قد يتساءل البعض: فما هي علامة الفرقة الناجية التي جعلها الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بصريح ذلك الحديث وبتفسيره للآية جعلها الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بصريح ذلك الحديث وبتفسيره للآية:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ}[الأنعام: ١٥٣]، وخط خطاً واحداً وخط من حوله تلك الخطوط العريضة الكثيرة القصيرة، ما علامة هذا السبيل وهذا الطريق الذي يكون صاحبه من الفرقة الناجية؟
الجواب كما سمعتم في الحديث: حينما قال عليه الصلاة والسلام أن من بين