للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتراهم يصلون وكل فرد منهم لا يدري على صلاة الرسول عليه السلام ولا يهتم بها، وقد يسمي بعضهم الاهتمام بتصحيح عبادات الناس سواء كان ذلك طهارة أو صلاةً أو حجاً أو قياماً هذا من توافه الأمور ومن القشور، ونحن نريد الاهتمام باللباب هكذا يقول بعضهم ولا نعمم لكننا سمعنا هذا من كثير من أفرادهم وذلك يدلنا دلالة واضحة على أنهم لا يريدون أن يتبنوا الإسلام كلاً لا نفرق بين الله ورسوله .. لا نفرق بين رسوله وبين أصحابه كما مقتضى تلك الأدلة وإنما هم يهتدون بالجانب السياسي من الإسلام وإذا عني بهذا الجانب فقط فقد خالفوا النهج الذي كانوا يدندنون قديماً حوله نريد إسلاماً يمشي على وجه الأرض.

ويعجبني بهذه المناسبة قول بعض كبارهم حين قال كلمة أرجو أن يطبقها كل مسلم وأولهم هؤلاء الذين ينتمون إلى من قال هذه الكلمة قال: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم، هذه في الحقيقة في اعتقادي حكمة بالغة؛ لأن المسلمين إذا لم يصححوا عقائدهم التي محلها قلوبهم ثم لم يصححوا عباداتهم التي هي سبب تقوية الإيمان في قلوبهم كما أشار النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث المعروف من حديث النعمان بن بشير الذي أوله: «إن الحلال بين والحرام بين» إلى أن قال عليه الصلاة والسلام: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» فكلما اهتم المسلم بإصلاح ظاهره وذلك لا يكون إلا بإصلاح عباداته وفق الكتاب والسنة وبإصلاح سلوكه ومنطلقه في حياته فلا يمكن أبداً أن يقيموا دولة الإسلام في قلوبهم إلا بهذا الطريق الذي شرعه الرسول عليه السلام حين قال في حديث النعمان: «إلا وإن في الجسد مضعة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب».

<<  <  ج: ص:  >  >>