تأتي (كيف) استفهامية. والاستفهام يكون معها على حقيقته، استفهامًا عن الحالة، وهذا كثير كقوله تعالى:{أرني كيف تحيي الموتى} ٢: ٢٦٠.
ويخرج الاستفهام معها عن حقيقته إلى معانٍ أخرى من التعجب والإنكار كقوله تعالى:
١ - كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم [٢: ٢٨].
في معاني القرآن ١: ٢٣: «على وجه التعجب والتوبيخ.
وفي الكشاف ١: ٥٩: «الإنكار والتعجب». وفي القرطبي ١: ٢٤٨: «تقرير وتوبيخ».
وفي البحر ١: ١٢٩: «صحبة معنى التقرير والتوبيخ، فخرج عن حقيقة الاستفهام» في البرهان ٤: ٣٣٠: «التعجب».
٢ - كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم [٣: ٨٦].
في القرطبي ٣: ١٧٩: «(كيف) لفظة استفهام، ومعناه الجحد، أي لا يهدي الله. ونظيره قوله:{كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله} أي لا يكون لهم عهد. وقال الشاعر:
كيف نومى على الفراش ولما ... يشمل القوم غارة شعواء
أي:«لا نوم لي».
وفي البحر ٢: ٥١٨: «(كيف) سؤال عن الأحوال وهي هنا للتعجب والتعظيم لكفرهم بعد الإيمان، أي كيف يستحق الهداية من أتى بما ينافيها».