«لا يجوز أن يكون الخبر {ليذر} لأن الفعل بعد اللام ينتصب بأن، فيصير التقدير: ما كان الله لترك المؤمنين على ما أنتم عليه. وخبر (كان) هو اسمها في المعنى، وليس الترك هو الله تعالى.
وقال الكوفيون: اللام زائدة، والخبر هو الفعل. وهذا ضعيف، لأن ما بعدها قد انتصب، فإن كان النصب باللام نفسها فليست زائدة، وإن كان النصب بأن فسد لما ذكرنا».
وقال في قوله تعالى:{وما كان الله ليضيع إيمانكم} ٢: ١٤٣.
«يصير التقدير على قولهم: ما كان الله إضاعة إيمانكم» ١: ٣٨.
٣ - قال ابن عطية: فتح لام الجحود لغة غير معروفة، ولا مستعملة في القرآن. وفي شواذ ابن خالويه ٤٩ - ٥٠:«قرأ أبو السمال بفتح اللام في {وما كان الله ليعذبهم} ومثله ما روى عبد الوارث عن أبي عمرو {فلينظر الإنسان إلى طعامه} بفتح لام {فلينظر}. قال ابن خالويه: حكى أبو زيد أن من العرب من يفتح كل لام إلا في قولهم: «الحمد لله». يريد اللام الجارة للاسم الظاهر الصريح أو لياء المتكلم. انظر البحر ٤: ٤٨٩.
(وانظر لام الجحود في كتاب اللامات) ٥٥ - ٥٩.
آيات لام الجحود
سبق لام الجحود (كان) المنفية بما في قوله تعالى:
١ - وما كان الله ليضيع إيمانكم ... [٢: ١٤٣].
في العكبري ١: ٣٨: «خبر (كان) محذوف، واللام متعلقة بذلك المحذوف تقديره، وما كان الله مريدا لأن يضيع إيمانكم. وقال الكوفيون:(ليضيع) هو الخبر. واللام داخلة للتوكيد، وهو بعيد، لأن اللام لام الجر و (أن) بعدها مرادة، فيصير التقدير على قولهم:«ما كان الله إضاعة إيمانكم». وانظر البحر ١: ٤٢٦.