وهذه فائدة المجيء بلام الجحود ففرق بين: لم يكن زيد يقوم وبين: لم يكن زيد ليقوم فالأول ليس فيه إلا انتفاء القيام والثاني فيه انتفاء الإرادة والإيتاء للقيام، ويلزم من انتفاء إرادة القيام نفي القيام على هذا النفي بلام الجحود شبيه بنفي (كاد) فنفي مقاربة الفعل أبلغ من نفي الفعل كما في قوله تعالى: {فذبحوها ما كادوا يفعلون}.
٣ - إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا [٤: ١٦٨].
في النهر ٣: ٤٠٠: «{طريقا} منفي من حيث المعنى لأن التقدير: لم يكن الله مريدا لهدايتهم.
وإذا انتفت إرادة الهداية انتفت الهداية للطريق وإذا انتفت الهداية انتفت الطريق وهذا على طريق البصريين وأما الكوفيون فالنفي منسحب أولاً على الهداية».
هل تقع لام الجحود بعد (كان)
المنفية بإن؟
قيل بذلك في قوله تعالى:{وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} ١٤: ٤٦.
{إن} نافية واللام للجحود عند الفراء والمعنى: ما كانت الجبال لتزول من مكرهم. معاني القرآن ٢: ٩٧، والمعنى عند الزمخشري كذلك قال في الكشاف ٢: ٣٠٧: «وإن كان مكرهم مسوي لإزالة الجبال معدًا لذلك ... والمعنى ومحال أن تزول الجبال بمكرهم على أن الجبال مثل لآيات الله وشرائعه لأنها بمنزلة الجبال الراسية ثباتًا وتمكنًا.
وتنصره قراءة ابن مسعود:(وما كان مكرهم).
واللام للتعليل عند العكبري، و (إن) نافية أي ما كان مكرهم لإزالة الجبال أو (إن) مخففة من الثقيلة والمعنى: أنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال في الثبوت.