وإنما صلحت اللام في موضع (أن) في أمرت وأردت لأنهما يطلبان المستقبل. ولا يصلحان مع الماضي، ألا نرى أنك تقول أمرتك أن تقوم ولا يصح أمرتك أن قمت، فلما رأوا (أن) في غير هذين تكون للماضي والمستقبل استوثقوا لمعنى الاستقبال بكي وباللام التي في معنى كي ... وربما جعلت العرب اللام مكان (أن) فيما أشبه (أردت وأمرت).
وفي البحر ٣: ٢٢٤ - ٢٢٥: «مفعول (يريد) محذوف وتقديره: يريد الله هذا أي تحليل ما أحل وتحريم ما حرم.
وقيل: يريد في معنى المصدر من غير سابك تقديره: إرادة الله ليبين.
وهذان القولان عن البصريين، فمتعلق الإرادة غير التبيين وما عطف عليه ولا يجوز عندهم أن يكون متعلق الإرادة التبيين. لأنه يؤدي إلى تعدي الفعل إلى مفعوله المتأخر بوساطة اللام، وإلى إضمار (أن) بعد لام ليست لام الجحود ولا لام كي، وكلاهما لا يجوز عندهم.
ومذهب الكوفيين أن متعلق الإرادة هو التبيين واللام هي الناصبة بنفسها، لا (أن) مضمرة بعدها ...» انظر الكشاف ١: ٢٦٣، العكبري ١: ٩٩.
٢ - ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم ... [٥: ٦].
في العكبري ١: ١١٨: «اللام غير زائدة ومفعول (يريد) محذوف تقديره: ما يريد الله الرخصة في التيمم ليجعل عليكم حرجا وقيل: اللام زائدة، وهذا ضعيف لأن (أن) غير ملفوظ بها».
وفي النهر ٣: ٤٣٩ - ٤٤٠: «والذي يقتضيه النظر أنه كثير في لسان العرب تعدي لفظ الإرادة والأمر إلى معمول باللام كهذا المكان، وكقوله:
{وأمرت لأسلم} فهذه اللام يجوز أن تأتي بعدها أن وأن يكتفي بها دون (أن) وأن يؤتي بأن وحدها كقوله تعالى: