قال في ١: ٣٥٤: «فمما لا يتغير عن حاله قبل أن تدخل عليه (لا) قول الله عز وجل: {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} وقال الراعي:
وما صرمتك حتى قلت معلنة ... لا ناقة لي في هذا لا وجمل
وقد جعلت - وليس ذلك بالأكثر - بمنزلة (ليس) وإن جعلتها بمنزلة (ليس) كانت حالها كحال (لا) في أنها في موضع ابتداء، وأنها لا تعمل في معرفة، فمن ذلك قول سعد بن مالك:
من صد عن نيرانها ... فأنا ابن قيس لا براح
وفي المقتضب ٤: ٣٨٢: «وقد تجعل (لا) بمنزلة (ليس) لاجتماعهما في المعنى، ولا تعمل إلا في نكرة». وانظر ص ٣٦٠.
وقال الرضى ١: ١٠١: «عمل (لا) عمل (ليس) شاذ، قالوا: يجيء في الشعر ... والظاهر أنه لا يعمل (لا) عمل (ليس) لا شاذًا ولا قياسًا، ولم يوجد في شيء من كلامهم خبر (لا) منصوبًا، كخبر (ما) و (ليس) وهي في نحو: (لا براح) و (مستصرخ) الأولى أن يقال: هي التي في نحو. (لا إله إلا الله). وفي البحر ٢: ٨٨: «وجزم ابن عطية بأن (لا) عاملة عمل (ليس) وهو ضعيف لأن إعمال (ما) إعمال (ليس) ضعيف، لم يجيء منه في لسان العرب إلا ما لا بال به، والذي يحفظ من ذلك قوله:
تعز فلا شيء على الأرض باقيا ... ولا وزر مما قضى الله واقيا
أنشده ابن مالك، ولا أعرف هذا البيت إلا من جهته».
وانظر البحر ١: ١٦٩، المغني ١: ١٩٥ - ١٩٦.
جوز سيبويه في قراءة الجمهور:{لا خوف عليهم} أن تكون (لا) عاملة عمل (ليس) ثم قال: وليس ذلك بالأكثر ١: ٣٥٤ أما القراءات الأخرى التي جعلت فيها (لا) عاملة عمل (ليس) فهي من الشواذ.