وللأستاذ الأكبر الشيخ عبد الرحمن تاج - أطال الله بقاءه - بحث قيم عن زيادة (لا) والواو نشر في مجلة الأزهر [شوال سنة ١٣٨٦]. وكان نصيب (لا) خمس مقالات وعهدنا بالأستاذ فقيها فقها، وقد أظهرت هذه المقالات أنه جمع النحو إلى الفقه وقد ذكرنا بأستاذنا الشيخ إبراهيم حمروش رحمه الله.
ولا عجب فأبو سعيد السيرافي شارح كتاب سيبويه كان نحويا ومفتيا حنفيا. وإكبارنا لهذا البحث يدعونا إلى أن نقف معه وقفة.
١ - فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم [٤: ٦٥].
ويرى الأستاذ أن (لا) الأولى نافية وليست بزائدة وهي مقدمة من تأخير و (لا) الثانية زائدة مؤكدة للأولى وهي من قبيل الزائد اللازم.
قال في ص ٧٦٩:«إن الاهتمام بالنفي وإبراز ما يدل على هذا الاهتمام وتأكيده بالقسم والمبادرة به مبادرة تجعله في شبه مقام الصدارة فلا يتقدم عليه إلا أداة النفي وحدها حتى يكون من أثر ذلك أن يفصل بالقسم بينها وبين المنفي بها».
والطبري يرى أن (لا) نافية لكلام محذوف أي فليس الأمر كما يزعمون وقد ضعف الأستاذ رأى الطبري بأنه ليس في (لا) دلالة على المحذوف حين ننطق بها وحدها مقطوعة عما بعدها.
والزمخشري يرى أن (لا) زائدة لتأكيد معنى القسم وقد رد عليه الأستاذ بأن الزائد لا يكون في صدر الكلام، ولا سيما إن كان زائدا للتوكيد فحقه أن يكون مؤخرًا عن المؤكد ثم إنه قد جعلها تأكيدًا للقسم ولا علاقة بين (لا) والقسم حتى تكون توكيدًا له فهي حرف نفي.
أبو البقاء العكبري جوز الأمرين أن تكون (لا) الأولى زائدة وأن تكون (لا) الثانية هي الزائدة والقسم معترض إعرابه ١: ١٠٤.
رجعت إلى ما أحفظه من كلام العرب من الشواهد التي على نسق الآية فوجدت ما يأتي: