(لكن) الخفيفة العاطفة للمفرد على مفرد لا تكون إلا بعد نفي، ولم تقع في القرآن أما التي تقع بعدها الجملة فتكون بعد النفي وبعد الإيجاب كلكن المشددة.
في المقتضب ٤: ١٠٨: «ويجوز في الثقيلة والخفيفة أن يستدرك بهما بعد الإيجاب ما كان مستغنيًا، نحو قولك: جاء زيد فأقول: لكن عمرا لم يأت وتكلم عمرو لكن خالدا سكت.
فأما الخفيفة فإذا كانت اسما على اسم لم يجز أن يستدرك بها إلا بعد النفي.
لا يجوز أن تقول: جاءني عمرو لكن زيد، ولكن: ما جاءني عمرو لكن زيد فإن عطفت بها جملة، وهو الكلام المستغني جاز أن يكون ذلك بعد الإيجاب ... تقول: قد جاءني زيد لكن عمرو لم يأتني».
وانظر ابن يعيش ٨: ٨٠، والإيضاح ٢٩٠.
معنى (لكن) الاستدراك. قال الرضى ٢: ٣٢١: «وفي (لكن) معنى استدركت ومعنى الاستدراك: رفع توهم يتولد من الكلام السابق رفعا شبيها بالاستثناء، ومن ثم قدر الاستثناء المنقطع بلكن.
فإذا قلت: جاءني زيد فكأنه توهم أن عمرا أيضًا جاءك لما بينهما من الألفة فرفعت ذلك التوهم بقولك: لكن عمرا لم يجيء».
وفي ابن يعيش ٨: ٨٠: «ولا بد أن يكون خبر الثاني مخالفًا لخبر الأول لتحقيق معنى الاستدراك، ولذلك لا تقع إلا بين كلامين متغايرين في النفي والإيجاب ...