٤ - ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا [١٨: ٥٣]
٥ - وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب [٢٨: ٦٤].
٦ - ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين ... [٣٠: ١٢ - ١٣].
٧ - فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان [٥٥: ٥٦].
كما وقع المضارع المجزوم بلم بعد أدوات الشرط الجازمة، و (إذا) الشرطية في آيات كثيرة.
ما توجيه هذه الآيات: ذكر الجمل في قوله تعالى: {فلم نغادر} أنه معطوف على {حشرناهم} فإنه ماض معنى ٣: ٢٨.
ولا نسلم بأن قوله {فلم نغادر} ماضي المعنى، فإن تسيير الجبال وجمع الخلق إنما يكون يوم الحشر، وهو لم يقع.
وقال السيوطي في تفسير قوله:{ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء}. أي (لا يكون) وعلق على هذا الجمل بقوله: «إشارة إلى أن هذا من قبيل التعبير بالماضي عن المضارع، وذلك لتحقق وقوعه ... والمراد بالماضي المضارع المنفي بلم من الشهاب، فلما كانت (لم) لنفي الماضي معنى، وليس مرادا هنا فسرها بلا التي لنفي المضارع، ليتوصل إلى تفسير الفعل الذي في حيزها بالمضارع الحقيقي». ٣: ٢٨٥.
القول بأن (لم) قلبت معنى المضارع إلى المضي ثم أريد من الماضي معنى المستقبل بعد ذلك فيه إبعاد، وأيسر من ذلك أن نقول: إن حروف النفي يقوم بعضها مقام بعض، فنتبادل مواقعها، وقد وجدت أبا الفتح صرح بذلك في الخصائص ١: ٣٨٨ قال: «فقد تشبه حروف النفي بعضها ببعض وذلك لاشتراك الجميع في دلالته عليه، ألا ترى إلى قوله - أنشدناه:
أجدك لم تغتمض ليلة ... فترقدها مع رقادها
فاستعمل (لم) في موضع الحال، وإنما ذلك من مواضع (ما) النافية للحال.