يشير أبو الفتح إلى أن وقوع (لم) و (لن) في جواب القسم إنما كان بالحمل على (ما) وقد منع المبرد أن تقع (لن) في جواب القسم، المقتضب ٢: ٦.
وقال ابن هشام: وتلقى القسم بلن وبلم نادر جدًا كقول أبي طالب:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسد في التراب دفينا
المغني ١: ٢٢١.
ووجدت أيضًا في كلام كمال الدين الأنباري ما يشير إلى هذا، قال في قوله تعالى:{فلا اقتحم العقبة}: أي لم يقتحم، و (لا) مع الماضي كلم مع المستقبل، كقوله تعالى:{فلا صدق ولا صلى} أي لم يصدق ولم يصل.
البيان ٢: ٥١٤، ٤٧٨، أمالي ابن الشجري ٢: ٩٤، ١٢٨.
وفي العكبري بمعنى (ما) ٢: ١٤٦، ١٥٤.
وفي البحر ٧: ١١٠: {قال رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين} ٢٨: ١٧.
وقيل:{فلن أكون} دعاء، لا خبر، و (لن) بمعنى (لا) في الدعاء والصحيح أن (لن) لا تكون في الدعاء، وقد استدل على أن (لن) تكون في الدعاء بهذه الآية وبقول الشاعر:
لن تزالوا كذلكم ثم ما زلت لكم خالدا خلود الجبال
أما الآيات التي وقع فيها المضارع المجزوم بلم بعد أداة الشرط فيقال فيها: إن (لم) قلبت معنى المضارع إلى المضي ثم قلبته أداة الشرط إلى معنى المستقبل، كما هو تأثيرها مع الماضي، ولا يبعد أن يقال إن (لم) بمعنى (لا).