لو قلت: «جئت قام زيد لم يكن مجيئك متسببا عن قيام زيد.
وأنت ترى حيثما جاءت (لما) كان جوابها أو ما قام مقامه متسببًا عما بعدها فدل ذلك على صحة مذهب سيبويه من أنها حرف وجوب لوجوب».
وقال في قوله تعالى:{ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء} ١٢: ٦٨.
«جواب (لما) قوله {ما كان يغني عنهم من الله من شيء} وفيه حجة لمن زعم أن (لما) حرف وجوب لوجوب، لا ظرف زمان بمعنى حين، إذ لو كانت ظرف زمان ما جاز أن تكون معمولة لما بعد (ما) النافية.
لا يجوز: حين قام زيد ما قام عمرو. ويجوز: لما قام زيد ما قام عمرو فدل ذلك على أن (لما) حرف». البحر ٥: ٣٢٥.
كما رجح أبو حيان الحرفية بوقوع (إذا) الفجائية في جواب (لما).
قال في قوله تعالى:{فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله} ٤: ٧٧.
«وإذا كانت حرفا وهو الصحيح فجوابه (إذا) الفجائية وإذا كانت ظرفا فيحتاج إلى عامل فيها فيعسر، لأنه لا يمكن أن يعمل ما بعد (إذا) الفجائية فيما قبلها. ولا يمكن أن يعمل في (لما) الفعل الذي يليها، لأن (لما) هي مضافة إلى الجملة بعدها ... والذي نختار مذهب سيبويه في (لما) وأنها حرف ونختار أن (إذا) الفجائية ظرف مكان». البحر ٣: ٢٩٧.
وأعاد أبو حيان هذا الحديث في البحر ٤: ٣٧٥، ٥: ١٤٠، ٦: ٣٠٠، وانظر الرضى ٢: ١١٩.
ويترتب على اعتبار (لما) حرفا أو ظرفا ما قاله أبو حيان في قوله تعالى: {وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم} ٢٥: ٣٧.
في البحر ٦: ٤٩٨: «ونصب قوم نوح على الاشتغال وكان النصب أرجح لتقدم