للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ما) الموصولة

(من) للعاقل و (ما) لغير العاقل في الاستفهام والخبر

١ - في المقتضب ١: ٤١: «(ما) وهي سؤال عن غير الآدميين، وعن صفات الآدميين. . . وتكون سؤالا عن جنس الآدميين إذا دخل في الأجناس أو تجعل الصفة في موضع الموصوف». انظر المقتضب أيضا ٢: ٢٩٦، ٤: ٢١٧ - ٢١٨.

وفي أمالي الشجري ٢: ٢٣٤: «وإنما يستفهمون بما عن غير ذوى العقل من الحيوان وغيره، فإذا قال: ما معك؟ قلت: فرس أو حمار أو ثوب. . . وقد يستفهمون بها عن صفات ذوى العقل. . . وقال بعض النحويين: إنها قد تجيء بمعنى (من) واستشهد بقوله: {فما يكذبك بعد بالدين} [٩٥: ٧].

قال: المعنى: فمن يكذبك، لأن التكذيب لا يكون إلا من الآدميين».

وفي التسهيل: ٣٦: «ولا تقع (من) على ما لا يعقل إلا منزلا منزلته، أو مجامعا له شمول أو اقتران، خلافا لقطرب».

و (ما) في الغالب لما لا يعقل وحده، وله مع من يعقل، ولصفات من يعقل، وللمبهم أمره». انظر الرضي ٢: ٥٢، ابن يعيش ٣: ١٤٤ - ١٤٥، ٤: ٥ - ٦.

وفي الروض الأنف ١: ٢٢٧: «فإن قيل: كيف قال: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} ولم يقل: من أعبد، وقد قال أهل العربية: إن (ما) تقع على مالا يعقل فكيف عبر بها عن الباري؟.

فالجواب: (ما) تقع على من يعقل بقرينة، وتلك القرينة الإبهام والمبالغة في التعظيم والتفخيم، وهي في معنى الإبهام، لأن من جلت عظمته حتى خرجت عن الحصر، وعجزت الأفهام عن كنه ذاته وجب أن يقال فيه: هو ما هو؛ كقول بعض العرب: «سبحن ما سبح الرعد بحمده».

<<  <  ج: ص:  >  >>