للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي إنكم لا تعبدون معبودي، ومعبوده هو كان يعرفه دونهم، وهم جاهلون به فناسب (ما) لإبهامها».

ووجه آخر: وهو أنهم كانوا يشتهون مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسدا له، وأنفة من اتباعه، فهم لا يعبدون معبوده، لا كراهية لذات المعبود، ولكن كراهية لاتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وشهوة لمخالفته في العبادة كائنا ما كان معبوده، وإن لم يكن معبوده إلا الحق سبحانه وتعالى؛ فعلى هذا لا يصح في النظم البديع، والمعنى النبيه الرفيع إلا (ما) لإبهامها ومطابقتها الغرض الذي تضمنته الآية. وبالله التوفيق.

ووجه ثالث: وهو ازدواج الكلام. .» وانظر البدائع ١: ١٣٢ - ١٣٤. ٤: ٢١٥، والروض الأنف ١: ٢٢٧.

٣٥ - {أم كنتم شهداء إذا حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي} [٢: ١٣٣].

في الكشاف ١: ٩٦: «(ما) عام في كل شيء؛ فإذا علم فرق بما و (من)، وكفاك دليلا قول العلماء: (من) لما يعقل، ولو قيل: (من تعبدون) لم يعم إلا أولى العلم وحدهم، ويجوز أن يقال: (ما تعبدون) سؤال عن صفة المعبود؛ كما تقول: ما زيد؟ تريد: أفقيه أم طبيب أم غير ذلك من الصفات».

في العكبري ١: ٣٦: «(ما) هنا بمعنى (من)، ولهذا جاء في الجواب (إلهك) ويجوز أن تكون (ما) على بابها، ويكون ذلك امتحانا لهم من يعقوب» البحر ١: ٤٠٢.

٣٦ - {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن} [٢٥: ٦٠].

في الكشاف ٣: ١٠٢: «يجوز أن يكون سؤالا عن المسمى به؛ لأنهم ما كانوا يعرفونه بهذا الاسم. والسؤال عن المجهول بما، ويجوز أن يكون سؤالا عن معناه؛ لأنه لم يكن مستعملا في كلامهم، كما استعمل الرحيم، والرحوم، والراحم، أو

<<  <  ج: ص:  >  >>