ذكرت أن (من ذا) لم يقع في القرآن إلا وبعده الاسم الموصول (الذي) وقد جاء في كلام العرب من غير اسم الموصول.
ولم يقع في القرآن (ماذا الذي) وإن جاء ذلك في كلام العرب.
(من ذا الذي) جاء في خمس آيات هي:
١ - من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له [٢: ٢٤٥، ٥٧: ١١].
في البيان ١: ١٦٤: «(من) استفهامية، وهي مبتدأ، و (ذا) خبره، و (الذي) صفة (ذا) أو بدل منه. ولا يجوز أن تركب (ذا) مع (من)، كما ركبت مع (ما) لأن (ذا) مبهمة، و (ما) مبهمة، فجاز أن تركب إحداهما مع الأخرى. وليست (من) كذلك في الإبهام، فلم تركب إحداهما مع الأخرى».
وفي البحر ٢: ٢٧٩: «وعلى هذا الذي قالوا يكون (ذا) اسم إشارة، وفي ذلك بعد، لأن (ذا) إذا كانت اسم إشارة وكانت خبرا عن (من) استقلت بهما الجملة، وأنت ترى احتياجها إلى الموصول بعدها.
والذي يظهر أن (من) الاستفهامية ركب معها (ذا) وهو الذي يعبر عنه بعض النحويين أن (ذا) لغو، فيكون (من ذا) كله في موضع رفع بالابتداء والموصول بعدهما هو الخبر. إذ به يتم معنى الجملة الابتدائية». وقال بالتركيب في ٧: ٢١٩.
٢ - من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ... [٢: ٢٥٥].
استفهام في معنى النفي، ولذلك دخلت (إلا) في الكلام.
انظر البحر ٢: ٢٧٨ - ٢٧٩، ٢: ٢٥٢.
٣ - قل من ذا الذي يعصكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة [٣٣: ١٧].
ركبت (ذا) مع (من) استفهام في معنى النفي، أي لا أحد يعصكم من الله. البحر ٧: ٢١٩.
٤ - وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده [٣: ١٦٠].