هل جاء في القرآن الحمل على المعنى بدءًا ثم على اللفظ؟
إذا اجتمع الحملان: الحمل على اللفظ، والحمل على المعنى، بدئ بالحمل على اللفظ، هذا هو الشائع المستفيض في القرآن.
في الخصائص ٢: ٤٢٠ - ٤٢١:«واعلم أن العرب إذا حملت على المعنى لم تكد تراجع اللفظ. . . فإذا كان قد انصرف عن اللفظ إلى غيره ضعفت معاودته إياه، لأنه انتكاث وتراجع، فجرى ذلك مجرى إدغام الملحق وتوكيد ما حذف».
وقال الرضي ٢: ٥٣: «تقديم مراعاة المعنى على اللفظ يجوز على ضعف».
وقال مكي وعلم الدين العراقي: لم يوجد في القرآن حمل على المعنى أولاً ثم على اللفظ إلا قوله تعالى: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا}[٦: ١٣٩].
وجوز الزمخشري وأبو حيان أن تكون التاء في (خالصة) للمبالغة أو هي مصدر كالعاقبة، فلا يكون فيها حمل على المعنى، وقال أبو حيان: «وعلى التسليم أنه حمل على المعنى فلا يتعين أن يكون بدأ أولاً بالحمل على المعنى، ثم بالحمل على اللفظ؛ لأن صلة (ما) متعلقة بفعل محذوف، وذلك الفعل مسند إلى ضمير (ما)، ولا يتعين أن يكون: وقالوا ما استقرت في بطون الأنعام، بل الظاهر أن يكون التقدير: ما استقر، فيكون حمل أولاً على التذكير. ثم ثانيًا على التأنيث، وإذا احتمل هذا الوجه وهو الراجح لم يكن دليلاً على أنه بدأ بالحمل على التأنيث أولاً، ثم بالحمل على اللفظ». البحر ٤: ٢٣٢.
وقد رأى كمال الدين الأنباري أن الآية من الحمل على المعنى أولاً ثم الحمل على اللفظ.
قال في البيان: ١: ٣٤٣ - ٣٤٤: «وأنث (خالصة) حملاً على معنى (ما) لأن