المراد بما في بطون هذه الأنعام الأجنة، وذكر (محرم) حملاً على لفظ (ما).
وذهب بعضهم إلى أن الهاء في خالصة للمبالغة، كالهاء في علامة ونسابة. وزعم أنه لا يحسن الحمل على اللفظ بعد الحمل على المعنى في قوله تعالى:
{ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا}[٦٥: ١١].
فقال:(خالدين) حملا على معنى (من) ثم قال: (قد أحسن الله له رزقا) حملا على اللفظ بعد الحمل على المعنى».
وهذه الآية التي استشهد بها الأنباري لم يبدأ فيها بالحمل على المعنى وإنما بدئ بالحمل على اللفظ:(يؤمن، يعمل، يدخله) ثم حمل على المعنى في (خالدين) ثم حمل على اللفظ ففيها الحمل على اللفظ ثم الحمل على المعنى ثم على اللفظ، ولم يمنع أحد ذلك وإنما الكلام في البدء بالحمل على المعنى ثم على اللفظ.
انظر الكشاف ٢: ٤٣، العكبري ١: ١٠٠، البحر ٤: ٢٣٢، القرطبي ٣: ٥٣١.
٢ - ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين [٣٣: ٣١].
قرئ في السبع (ويعمل) بالياء، وقرئ في بعض الشواذ (تقنت) بالتاء فعلى هذه القراءة يكون البدء بالحمل على المعنى ثم على اللفظ. البحر ٧: ٢٢٨، الإتحاف ٣٥٥، العكبري ٢: ١٠٠.
قال ابن خالويه ١١٩: «سمعت ابن مجاهد يقول: ما يصح أن أحدًا يقرأ (ومن يقنت) إلا بالياء».
٣ - ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله [٥٩: ٥].
قرئ (قائما) فروعي المعنى (تركتموها) ثم اللفظ (قائما) ثم المعنى (أصولها). البحر ٨: ٢٤٤.