٤ - ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين وإذا تتلى عليه آياتنا ولي مستكبرًا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم ... [٣١: ٦ - ٧].
راعى اللفظ أولاً في:(يشتري، ليضل، ويتخذها) ثم راعى المعنى في: (أولئك لهم) ثم راعى اللفظ ثانيًا في: (تتلى، عليه، ولي، مستكبرًا، يسمعها، أذنيه، فبشره).
في البحر ٧: ١٨٤: «ولا نعلم جاء في القرآن ما حمل على اللفظ، ثم على المعنى، ثم على اللفظ غير هاتين الآيتين، والنحويون يذكرون:(ومن يؤمن بالله. . . الآية) فقط».
٥ - كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله ... [٤٠: ٣٤ - ٣٥].
(الذين) بدل من (من) مراعاة للمعنى، وفاعل (كبر) ضمير يعود على (من) مراعاة للفظها، وفيها أعاريب أخرى. البحر ٧: ٤٦٤ - ٤٦٥، الكشاف ٣: ٣٧١، العكبري ٢: ١١٤.
٦ - وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين [٤٣: ١٢ - ١٣].
في البحر ٨: ٧: «الضمير في (ظهوره) عائد على (ما) كأنه قال: على ظهور ما تركبون قاله أبو عبيدة. فلذلك حسن الجمع، لأن (ما) لها لفظ ومعنى، فمن جمع فباعتبار المعنى. ومن أفرد فباعتبار اللفظ».
وفي الجمل ٤: ٧٦: «لو روعى لفظها فيهما لقيل: على ظهره، أو معناها فيهما لقيل: على ظهورها».
وأقول: على تقدير العائد مفردا في (تركبون) أي تركبونه يكون راعي اللفظ ثم المعنى بجمع (ظهور) ثم اللفظ بإفراد ضمير (ظهوره) وفي (عليه، هذا، له) وهذا أولى من مراعاة المعنى ابتداء ثم مراعاة اللفظ فقد منعه النحويون.