١ - لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم به [٩: ١٠٨]
قال الكوفيون والأخفش والمبرد وابن درستويه: تكون (من) للزمان بدليل الآية السابقة.
وفي الحديث:«مطرنا من الجمعة إلى الجمعة». وقيل: التقدير: من تأسيس أول يوم.
المغني ٢: ١٤، البحر ٥: ٩٩، العكبري ٢: ١٢.
وقال السهيلي في الروض الأنف ٢: ١٢: «وليس يحتاج في قوله: (من أول يوم) إلى إضمار كما قرره بعض النحاة: من تأسيس أول يوم؛ فرارًا من دخول (من) عن الزمان، ولو لفظ بالتأسيس لكان معناه: من وقت تأسيس أول يوم، فإضماره للتأسيس لا يفيد شيئًا؛ و (من) تدخل عن الزمان وغيره، ففي التنزيل:(من قبل ومن بعد) والقبل والبعد زمان، وفي الحديث:(ما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تطلع الشمس إلى أن تغرب) وفي شعر النابغة:
تورثن من أزمان يوم حليمة ... إلى اليوم قد جربن كل التجارب
٢ - إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله [٦٢: ٩].
قال الرضي ٢: ٢٩٨: «وأجاز الكوفيون استعمالها في الزمان أيضًا، استدلالاً بقوله تعالى:(من أول يوم) وقوله تعالى: (نودي للصلاة من يوم الجمعة) وقوله:
لمن الديار بقنة الحجر ... أقوين من حجج ومن دهر
وأنا لا أرى في الآيتين معنى الابتداء؛ إذ المقصود من معنى الابتداء في (من) أن يكون الفعل المتعدى بمن الابتدائية شيئًا ممتدًا؛ كالسير والمشي ونحوه،